أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي، أن قيادات إخوانية طالبت دولا بعينها، وبينها تركيا بتسليم مصر عناصر إخوانية من المطلوبين أمنيا والمتورطين في جرائم قتل وتخريب.
- وأوضح فرغلي في حديث لـRT، أن الشاب محمد عبد الحفيظ الذي سلمته تركيا لمصر الشهر الماضي، لن يكون الأخير بل به البداية لمجموعة أخرى سيتم تسليمهم في ما بعد، مشيرا أن تفسير ذلك يتلخص في أن قيادات الإخوان المسلمين التواجدين بالخارج مثل إبراهيم منير، يرون أن العناصر المتورطة في الجرائم بمصر أصبحوا عبئا على الجماعة داخليا وخارجيا.
وأشار فرغلي إلى أن الجماعة ترى أن التخلص منهم أصبح واجبا وأمرا ملحا الآن، مؤكدا أن قيادات الإخوان أمهلوا الجناح المسلح لهم ثلاث سنوات، لإحداث فوضى في مصر من خلال القيام بعمليات إرهابية نوعية تمهد لعنف واسع النطاق تستغله الجماعة.
ولفت إلى أن هذا السيناريو لم يحقق أي نجاح مطلوب، ومعظم أعضاء الجناح المسلح بالداخل تم اعتقالهم أو القضاء عليهم، ومن ثم حدث صراع نفوذ داخل الجماعة، بعد أن أفلتت بعض القيادات من الرابط التنظيمي وانضموا فعليا لداعش وتنظيمات مسلحة أخرى، وهو ما أربك قيادات الخارج واضطرهم للإبلاغ عن تلك العناصر لترحيلها وتسليمهم لمصر.
- وتابع: “عملية ترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ من تركيا، تمت بتنسيق تام بين الحكومة التركية وجماعة الإخوان وأي شيء غير ذلك هو مجرد لغو لذر الرماد في العيون”.
ولم يستبعد فرغلي عمليات ترحيل جديدة خلال الأيام المقبلة لعناصر إخوانية متورطة في عمليات إرهابية، خاصة أن المعلومات تشير إلى قرب ترحيل خمسة، منهم أربعة في ماليزيا، وخامس في السويد.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء شبل عبد الجواد مدير الشرطة العسكرية الأسبق في مصر ومنسق مكافحة الإرهاب في المنظمة العربية الإفريقية، أن مؤتمر القمة العربية الأوروبية الذي عقد مؤخرا في مصر بمنتجع شرم الشيخ بنجاح منقطع النظير، أصاب قيادات الإخوان بالخارج بحالة من الهلع، وبالتالي بدأت تعيد النظر في بعض المحسوبين عليها وخاصة من الذين يشكلون عبئا على الجماعة في الخارج.
وقال: “سارعت الجماعة لنفض أيديها منهم ولا أستبعد إبعاد عناصر متورطة من الجناح المسلح تباعا، وهذا يدل على إفلاسهم داخليا وخارجيا، وحتى الرؤوس المتواجدة في الخارج لم يعد لهم أي صوت مسموع”.
وتوقع عبد الجواد أن تكون هناك نتائج إيجابية لمؤتمر القمة تتمثل في تسليم العديد من العناصر المتواجدة في الدول الأوروبية، وهذا يدل على أن جماعة الإخوان تتعامل بنوع من الميكافيلية (توظيف المكر والازدواجية والخداع في الكفاءة السياسية أو في السلوك العام)، ويهمها فقط المصالح الضيقة لقيادات الجماعة.
المصدر: RT
التعليقات